تبدأ الإصابة بهذا المرض في سن مبكرة؛ حيث إنه يصيب الأطفال بين السنة الثانية والخامسة، ونسبة إصابة الذكور به أكثر منها عند الإناث، وأولى علاماته تكون في شكوى المريض من
مشاكل في الرؤية الليلية أو في الضوء الخافت ذلك أنَ مرض العشى الليلي يكون تدريجيا ويبدأ في أطراف الشبكية متجها نحو الوسط، ولدى استفحال هذا المرض فإن المصاب يشعر بأن نظره الجانبي أخذ يتقلص وكأنه ينظر إلى الأشياء من خلال أنبوب أو أسطوانة دقيقة، وفي مرحلة متقدمة من المرض تتأثر حدة النظر وقوته، ولكن لا يصل الأمر إلى العمى التام، وتصاحب الإصابة بهذه الحالة الإصابة بالماء الأبيض في العين.
العشى الليلي أو التهاب الشبكية الصبغي
يمكن أن نعرف مرض التهاب الشبكية الصبغي على أنه مرض يصيب العين؛ فلا يتمكن المصاب من رؤية الأشياء أثناء الليل، وخصوصا عند الانتقال بسرعة من مكان مضيء إلى آخر مظلم، ومن المعروف أن الرؤية في الضوء الخافت أو المكان المظلم اختبار مهم لمعرفة صحة الإبصار.
آلية حدوث العشى الليلي
ينتج هذا المرض عن خلل يصيب مستقبلات الضوء بالشبكية، حيث يوجد في شبكية العين نوعان من خلايا المستقبلات العصبية الضوئية، هما:
العصيات: وتتواجد في أطراف الشبكية، وتعمل في الضوء الخافت، وتساعد في مجال الرؤية المحيطية.
المخروطيات: وتتواجد في مركز الإبصار، وتعمل في الأضواء الطبيعية، وتعطي للإبصار قوته وحدته، وتساعد على تمييز الألوان.
وتحدث الإصابة بالعشى عندما تصاب هذه العصيات الموجودة في الشبكية، مما يضعف قوة الإبصار في الإضاءة الخافتة وخاصة أثناء الليل، كذلك ينخفض مجال الرؤية الجانبية، ومع تقدم الحالة المرضية تتأثر المخروطيات كذلك، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض حدة النظر، وقد يصاب النظر بحالة شديدة من الضعف، ولكن الوصول إلى هذا المستوى من الضعف يستغرق فترة طويلة تتراوح بين 30 إلى 40 سنة، وفي الحالات الأشد من العشى يحدث ضمور لعروق الشبكية والعصب البصري.
أسباب الإصابة بالعشى الليلي:
تتعدد الأسباب المؤدية للإصابة بالعشى الليلي، ومن أهم هذه الأسباب:
• نقص فيتامين (أ) في الدم نتيجة عدم تناول الغذاء المتكامل المحتوي على فيتامين (أ)، ما يؤدي إلى اختلال في شبكية العين وهي المسؤولة عن الرؤية القاتمة في الضوء.
• أسباب وراثية، والتي يعتقد أنَ سببها عامل جيني يسبب النقص في المادة الصبغية الموجودة في الخلايا العصوية (RODS) والموجودة في شبكية العين.
• إصابة العين بمرض الجلوكوما (الماء الأزرق)؛ حيث يرتفع ضغط العين الداخلي لمعدل أعلى من المعدل الطبيعي، ما يؤدي إلى تلف في أنسجة العصب البصري، وبالتالي تفقد العين قدرتها على الإبصار.
أعراض وعلامات الإصابة بالعشى الليلي
من الأعراض الواضحة هنا ما يلي:
• عدم القدرة أو صعوبة الرؤية في الظلام أو الضوء الخافت.
• احمرار والتهاب العينين.
• ظهور فقاقيع رمادية اللون على بياض العين.
• زغللة.
• جفاف قرنية العين.
أنواع العشى الليلي
يقسم العشى الليلي إلى نوعين:
الأول: ناتج عن مشاكل في التغذية وبالتحديد نقص فيتامين (أ).
الثاني: وراثي أو خلقي، ويحدث فيه تلون لأطراف الشبكية، وينتج عنه ضعف الإبصار خاصة في الليل، وقد يتفاقم هذا الضعف ليكون أثناء النهار كذلك.
طرق الوقاية من العشى الليلي
• تناول الأغذية الغنية المحتوية على مكونات فيتامين ( أ ) كالخضراوات وخاصة الجزر لاحتوائه على مادة الكاروتين، والفاكهة الصفراء كالخوخ والمشمش، وترجع أهمية تناول هذا الفيتامين إلى أنه يشترك مع البروتين في تكوين شبكية العين، وبالتالي فإن نقصه يؤدي إلى بطء في تكوين صبغة الإبصار .
• في حال وجود العشى الليلي الوراثي ينبغي تجنب الزواج من الأقارب.
• الرضاعة الطبيعية للطفل لمدة سنتين من الأم.
• زيادة شدة الضوء في المحيط الخارجي يساعد على تحسين درجة الرؤية.
طرق العلاج من العشى الليلي:
يعتمد علاج العشى الليلي على نوع العامل المسبب له، وذلك كالتالي:
• إذا كان السبب نقص فيتامين (أ) كما في حالة سوء التغذية فيكون العلاج بتناول فيتامين (أ) عن طريق الفم بجرعات 2500 - 5000 وحدة دولية يوميا، مع زيادة هذه الجرعة في حالات الحمل والرضاعة.
• علاج أمراض العين في حال الإصابة بها مثل الجلوكوما أو المياه البيضاء؛ لأنه بعلاجها يعالج العشى الليلي.
• ارتداء النظارات الطبية من أهم طرق العلاج المبكر.
تأقلم مع إصابتك بالعشى الليلي
كي تتعامل مع إصابتك بالعشى الليلي اتبع ما يلي:
• تجنب الإشعاعات بأنواعها، اطلب من اختصاصي البصريات وضع طبقة مضادة للانعكاس antireflective coat على نظاراتك لكي لا تتأذى من الأجسام الساطعة.
• ضع نظاراتك على عينيك، إذا كنت تعاني من قصر نظر طفيف بحيث لا يتوجب عليك ارتداؤها طوال اليوم فيفضل ارتداؤها بعد غروب الشمس.
• وداعا لأضواء النيون. يجد معظم الناس أنفسهم أفضل رؤية في الأضواء الصفراء بدلا من النيون.
• اقرأ في محيط مضاء بشكل جيد، إذا شـخـّص طبيب العيون إصابتك بضمور بقعيmacular degeneration، فإنك تحتاج إلى أكبر كمية من الضوء خصوصا عند القراءة، لذا يفضل استخدام مصباح للقراءة ليوفر لك الضوء الكافي عندما تحتاجه وخصوصا في المراحل الأولى من المرض.
• تناول طعامك بعناية، حيث ثبت أن المواد المغذية الغنية بمضادات الأكسدة تساعد على السيطرة على الظروف المسؤولة عن العشى الليلي، لذا ينصح بتناول مواد مغذية وأهمها التي تحتوي على فيتامين "أ" و "ج" و"هـ"، والزنك، والبيتا كريوتين الذي يتحول إلى فيتامين (أ) في الجسم.
• تجنب أضواء السيارات، إن قيادة السيارة بعد غروب الشمس تحدٍ لكل مصاب بالعشى الليلي، وخصوصا عندما تشع نحوه أضواء السيارات المقبلة، فحاول أن تتجنبها لتمنع الإصابة بالعمى اللحظي.
• ارتد النظارات الشمسية قبل دخول النفق، في وقت النهار، ضع النظارات الشمسية بحوالي متر ونصف قبل دخول أي نفق مظلم لتساعد عينيك على التجاوب مع الظلام، عندما تدخل النفق انزع النظارات الشمسية لأنك عندها ستتمكن من الرؤية في الظلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق